خرج لاعبو المنتخب النيوزيلندي مرفوعي الرؤوس من كأس العالم جنوب أفريقيا 2010 FIFA إذ حققوا ما لم يكن متوقعاً منهم في مجموعة حديدية بالنسبة لهم جمعتهم بحامل اللقب المنتخب الإيطالي ومنتخب باراجواي ومنتخب سلوفاكيا.
ثلاث مباريات دون فوز لكنها في الوقت ذاته دون خسارة لم تكن كافية للتأهل لكنها قدمت كرة هذا البلد البعيدة عن الأضواء بصورة ممتازة جداً فاحتل ممثل القارة الأوقيانوسية المركز الثالث تاركاً المركز الرابع لأبطال العالم السابقين!
المباراة الأخيرة للمنتخب النيوزيلندي كانت أمام باراجواي وانتهت بتعادل سلبي كان كافياً لصدارة منتخب "ألبيروخا" للمجموعة فيما كان الحلم النيوزيلندي مرهوناً بهدف لكنه لم يتحقق.
وتحدث أصغر لاعبي منتخب "البيض" كريس وود الذي شارك بديلاً في المباريات الثلاث لـFIFA عما قدمه فريقه في النهائيات قائلاً: "كان حلماً بالنسبة لي أن ألعب في كأس العالم، إنها تجربة خاصة ورائعة تعلمت منها الكثير، ظهرنا بشكل جيد واكتسبنا الثقة بأنفسنا وهذا الأمر كان مهماً."
وعن اقترابه من التسجيل في وقت حاسم مرتين أمام إيطاليا وباراجواي بعد مشاركته كبديل قال: "ربما كان التركيز عاملاً حاسماً لكنني قدمت أفضل ما لدي وفي النهاية يحتاج اللاعب لشيء من الحظ إلى جانب الأداء."
وعن توقعه لمشاركة أفضل ربما تكون في كأس العالم البرازيل 2014 FIFA أجاب مهاجم نادي وست بروميتش ألبيون: " الآن سأعود إلى إنجلترا ولدي الكثير لأتعلمه ومن يعلم ربما سنكون أكثر خبرة وقدرة على المنافسة."
وإذا كانت حيوية الشباب ذات أثر فإن عامل الخبرة أمر مطلوب في أي منتخب ولذلك كان دور اللاعبين الكبار أصحاب التجربة في كتيبة ريكي هيربرت هاماً جداً خاصة في الأوقات الحرجة من المباريات.
وتحدث أحد أكبر اللاعبين سناً وأكثرهم خبرة المدافع إيفان فيسيليتش لـFIFA عن حصيلة منتخبه والمشاعر المتناقضة التي يمر بها: "لقد قام الجميع بعمل رائع وحققنا أكثر من المتوقع، إنه أمر جيد حقاً ألا نخسر في ثلاث مباريات في كأس العالم والجميع سعيد بذلك، لكن كنا قريبين من التأهل ويبقى عزاؤنا أننا لعبنا في مجموعة صعبة وأمام منتخبات لديها خبرة وقدرات أكثر."
واختار لاعب أوكلاند سيتي مباراة منتخبه أمام إيطاليا كأفضل ذكرى له من هذه البطولة: "دخلنا المسابقة ونحن مرشحون للمركز الرابع في المجموعة لكننا عادلنا بطل العالم وتلك لحظة لا يمكن أن أنساها أبداً فبعد نهاية المباراة كان شعوراً لا يوصف بالنسبة للجميع، نحن لم نتعادل بضربة حظ بل كنا نداً قوياً وخلقنا فرصاً وكدنا أن نخرج فائزين."
وقال اللاعب الذي احترف في الدوري الهولندي سابقاً عن تطور منتخبه: "شاركنا العام الماضي في كأس القارات هنا، ووقعنا في أخطاء وخرجنا دون بصمة تذكر، الآن نحن في وضعية أفضل ونلنا احترام الجميع، علينا أن ننظر للمستقبل بتفاؤل."
وعن إمكانية مشاركته في كأس العالم مرة ثانية تحدث فيسيليتش بواقعية: "كرة القدم لعبة ممتعة وسأبقى في الملعب طالما كنت قادراً على الإستمتاع وإمتاع من يشجعني، ربما بعد عامين يمكنني الإجابة على إمكانية مشاركتي مع المنتخب أم لا، فكرة القدم تتطور بسرعة وأسلوب اللعب يتغير ولذلك فإن الإجابة قد تكون صعبة الآن."